(العمليات المعرفيةI
-الإدراك إن الإدراك
ليس سوى المعرفة التي نحصل عليها بفعل مؤثر خارجي مباشر على مدى أحاسيسنا وانفعالاتنا بواسطة الأشياء الموجودة حولنا، وإنزالها في المكان اللائق بها وحركتها وخصائصها، كاللون والشكل والحجم وما إلى ذلك
.والإدراك ظاهرة نفسية يمكننا أن نشعر بها وأن نستوعبها بوقوعها في ظروف طبيعية أو لحدوثها في تفاعلات الوعي الناتج عن سلوكنا.-1-Iتعريفه:
يعرف الإدراك على أنه العملية التي تشير إلى استخلاص وتنظيم وتفسير البيانات التي تصلنا من كل من البيئة الخارجية والبيئة الداخلية عن طريق الحواس، وأن الطفل في هذه المرحلة يقوم بالإدراك كعملية عقلية تهدف إلى التعرف على الشيء وانه لا يزال يخضع إلى مبادئ الجشطالت، الذي يدركه الطفل ليس هو الشيء في ذاته إلا كما هو في الواقع إنما أكثر واقل من الشيء في الواقع، وإدراكات الطفل تتم وفقا لمبادئ التجاوز والتشابه والإغلاق، ويستخدم في العملية الإدراكية الوحدات المعرفية التي أشار إليهاPiaget من أشكال تصوريه عامة وصور ذهنية ورموز ومفاهيم، وهو قادر على التمثيل العقلي لما يمر به من خبرات مستخدما في ذلك تلك الوحدات المعرفية التي أشار إليهاPiaget ، هذا التمثيل العقلي الذي يعرفه باسم الترميز.(1)يطلق مصطلح الإدراك أو الإدراك الحسي، في علم النفس على العملية العقلية التي يعرف بواسطتها العالم الخارجي، وذلك عن طريق المثيرات الحسية المختلفة التي تسقط على حواسنا المختلفة من العالم الخارجي الذي يحيط بنا-فأنا أدرك هذا الشيء الموضوع أمامي أنه كتاب وأن له مميزات خاصة كاللون، الطول، العرض ولكن لا يقتصر هذا الإدراك على مجرد إدراك الخصائص الحسية لهذا الكتاب بل أنني أدرك ما يحتويه هذا الكتاب من رموز لها دلالتها ومعناها، فالإدراك في جوهره ليس عبارة عن استجابة لمثيرات حسية وحسب ولكن من حيث معناه، وأيضا أنها رموز لها دلالتها بالنسبة لنا تقع على حواس السمع والبصر والشم والذوق واللمس، مؤثرات العالم تدرك أيضا معنى هذه الإحساسات ومصيرها فعندما نسمع صوتا معينا مثلا وندرك في نفس الوقت انه صوت سيارة قادمة أو انه صوت صديق ينادينا فنحن في الإدراك نقوم بتفسير الإحساسات وتحديد الشيء الذي يصدر عنه إحساس ويعطيه معنى الإدراك،وهو الوسيلة التي يتصل بها الإنسان بالعالم الخارجي وحواسنا هي المواقف التي نطل منها على هذا العالم الزاخر بالأشياء والموضوعات.الإدراك الحسي هو الاستجابة الكلية لمجموعة من التنبيهات الحسية الصادرة عن موضوعات العالم الخارجي وهو في نفس الوقت استجابة تصدر عن الكائن الحي بكل ماله من ذكريات وخبرات واتجاهات وميول.-2-Iخطوات عملية الإدراك:إن العالم الخارجي المحيط بنا مملوء بالموضوعيات الكثيرة ولكن هناك موضوعات تبرز وتتصنع في مجال إدراكنا، بينما موضوعات تبرز وتتصنع في مجال إدراكنا، بينما أخرى اقل وضوحا واقل أهمية بالنسبة لنا، فهناك أشياء تفرض وجودها عليها فرضا فنجذب انتباهنا دون غيرها من الأشياء المصاحبة، تسعي هذه الأشياء الواضحة صيغا Gestalts (جشطالت) وتتكون الصيغة من شكل صورة figure وأرضية back gound، الشكل يكون أكثر وضوحا من الأرضية، فالوردة المرسومة على القماش شكل واضح على أرضية اقل منها وضوحا، وأول مرحلة من مرحلة الإدراك هي بروز الصيغ في مجال الإدراك هذا مع العلم أن الصيغ ليست قاصرة على الإدراك البري وحده بل هناك الصيغ الشمية والذوقية واللمسية.(2)نقول أن أول مرحلة من مراحل الإدراك هي الانطباع الإجمالي المبهم الذي يبدو فيه التفاصيل أو الدقائق والجزئيات منفردة متمايزة مستقل عن بعضها البعض ويبدو هذا النوع من الإدراك البدائي في الحالات التي لا يوجد لديها ما يدعو إلى التحليل، كما انه يوجد نوع خاص لدى الحيوانات والأطفال.فالطفل في بداية حياته يدرك شكل أمه إدراكا كليا مبهما، ولا يميز انفها من انف غيرها من النساء، وعلى ذلك فالإدراك الإجمالي سابق على التحليلي التفصيلينمو الإدراك الحسي بأطوار مختلفة، يبدأ بالنظرة الكلية الإجمالية، وبعد ذلك يبدأ المرء في تحليل الموقف وإدراك العناصر المكونة والعلاقات القائمة بين أجزاءه المختلفة أما الطور الثالث والأخير فهو إعادة تأليف الأجزاء والعودة إلى النظرة الكلية مرة ثانية فالنظرة الإجمالية تسبق النظرة التحليلية التفصيلية، حيث أن المرء لا يمكن إدراك العلاقات بين العناصر قبل أن يدرك الشيء بأكمله .و نحن في عملية الإدراك لا ندرك جزيئات مستقلة منفردة عن بعضها البعض، وإنما ندرك كليات أو صيغا يتكون من شكل وأرضية.وهناك تقسيم لعملية الإدراك بالرجوع إلى منبعها وأصلها ، حيث تقسم إلى خطوات تبدأ بما يسمى بالمستوى الطبيعي وهذا المستوى من العملية هو العالم الخارجي ولا بد من ملامسته للعضو الحسي أما ملامسته مباشرة كما هو الحال في حاستي الذوق واللمس أو غير مباشرة كما هو الحال في الشم والبصر حيث يوجد وسط هوائي بين مصدر الإحساس والعضو .لكن إذا كان حائل بينهما لا يحدث الإدراك وفي هذه المرحلة يغلب طابع الإحساس أكثر من الإدراك وهنا تتوزع الإحساسات عل الحواس حسب تخصصها وهناك الخطوة العصبية التي تبدأ عند استقبال عضو إحساس للمؤثر الخارجي ثم نقله إلى مركز الإحساس بالمخ بواسطة الجهاز العصبي ، ومن المعروف أن الإدراك لا يتم إلا إذا وجدت تلك المراكز العصبية بحالة جيدة ، وفي حالة فساد بعضها فالإحساسات الخاصة بها لا تعمل عملها .وآخر مرحلة من مراحل الإدراك أي ما يمكن أن يسمى بالمرحلة العقلية والنفسية التي تتحول فيها الإحساسات إلى معاني ورموز لها دلالاتها ، حيث تتحول الإحساسات من مادة حسية إلى معاني وأفكار عضوية . -3-Iالعوامل الداخلية الذاتية التي تؤثر في عملية الإدراك :تتدخل في عملية الإدراك عوامل متعددة داخلية ذاتية ويقصد بها العوامل التي ترجع إلى الشخص نفسه و من بينها:(3)أ-عامل الذاكرة أو الألفية:فالإنسان يدرك الأشياء التي سبق أن خبرها أسهل من الأشياء التي لم يسبق أن مرت بخبرته ب-عامل التوقع:نحن ندرك الأشياء كما نتوقع أن تكون عليه لا كما هي في ذاتها ويتأثر الإدراك بالتوقيع العقلي للفرد.ج- الحالة الجسمية والنفسية للشخص:يتأثر إدراكنا للعالم كحالتنا النفسية والجسمية وقت الإدراك، فمثلا تزداد نسبة إدراك الكلام كلما زاد الجوع.د- عقائد الفرد واتجاهاته :إن ثقافة الشخص ومعتقداته تؤثر فيما يدركه من موضوعات في العالم الخارجي ، والإسبان مثلا يتمتعون برؤية مصارعة الثيران إذ يرون فيها براعة المصارع وخفته .والطفل الصغير يدرك الشيء حسب اعتقاده هو في ذاته فإذا طلبت منه رسم قطة حامل يرسمها ويرسم قطط صغيرة في بطنها.ه- اتجاهات الطفل: ميول الفرد ونزعاته الشخصية. ي- الاضطراب النفسي: يتأثر الإدراك بالاضطراب النفسي فالمضطرب نفسيا يكون أقل قابلية للإدراك بدرجة الاضطراب.ذ- الإيحاء : قد يؤثر الإيحاء على الإدراك ، فإذا كانت لديه زجاجة وطلبت من زميلك أن يخبرك بمجرد أن يشم رائحة العطر وفي الحقيقة الزجاجة ليس بها عطر فقد يقول لك أنه قد شم الرائحة رغم أنها غير موجودة .-I4- العوامل الخارجية التي تؤثر في عملية الإدراك: يقصد بالعوامل الخارجية التي تؤثر في الإدراك تلك العوامل التي تتميز بها موضوعات العالم الخارجي نفسه أي الشكل واللون التي تتخذه هذه الموضوعات ومعنى ذلك أنها عوامل مستقلة عن تفكير الإنسان المدرك و من هذه العوامل : أ-عامل التقارب: ومؤداه أن الأشياء المتقاربة في المكان والزمان يسهل إدراكا كصيغة متكاملة مكونة من شكل وأرضه.ب-عامل التشابه: فنحن ندرك الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم ندركها كصيغ مستقلة.ج- عامل الاتصال: فالأشياء المتصلة التي تربط بينها خطوط تدرك كصيغة متكاملة.د- عامل الإغلاق: نحن نميل إلى سد الثغرات وندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة، إذ أثناء ندرك وجه الإنسان في صورة ما كما لو كان كاملا حتى وإن كان ينقص فم أو أنف. -I5- اضطراب الإدراك: الإدراك هو الوعي بمعنى الإحساس ، ويشغل اضطراب الإدراك التفسير الخاطئ للواقع المدرك ، وهناك اضطرابان :أ-الأول هو الخداع الحسي: وهو إدراك خاطئ لمثير في الواقع الخارجي ويرجع للتفسير الخاطئ لقوانين الطبيعة كظاهرة انكسار عصى إذا وضع جزء منها في الماء وقد يرجع إلى الجلط النفسية.
(4)ب-الثاني هو الخداع الملموس
:وهي إدراك لمثير غير موجود في الواقع الخارجي كأن يسمع المريض أصواتا حيث لا أحد يتكلم
.-6-Iالنمو الإدراكي:
تلعب الحواس الخمس دورا كبيرا في تعريف الطفل على العالم، فمن خلال مرحلة الرضاعة لا يستطيع الطفل التمييز بين محيطه وكل ما حوله يكون غامض ، وبعد نهاية الشهر الأول من الولادة تظهر ردود الأفعال الدائرية الأولية كما يسميها بياجي ومن أمثالها النظر والاستماع وتحريك اليدين والأصابع، وهي ردود أفعال انعكاسية.ويؤكد بياجي 1925 على أن الطفل بهذه الحركات تبدأ عملية التعرف على نفسه وفي حوالي الشهر الرابع تظهر ردود الأفعال الثانوية أو العادات الأولية مثل النظر إلى الأشياء المتحركة ومحاولة لمسها وهناك يحاول الطفل أن يتعرف ليس فقط على نفسه بل كذلك التعرف على الأشخاص والأشياء.وفي الشهر الثامن يبدو من خلال الحركات التي يقوم بها أنه يستطيع التذكر باستعمال اختيارات رد الفعل البطيء، واتضح أن الأطفال يستطيعون التذكر قبل نهاية العام الأول؛ ففي الشهر الحادي عشر والثاني عشر أظهر الأطفال أنهم يستطيعون تذكر الشيء الذي لهم تجربة معه إذا غاب عنهم دقيقة واحدة، وفي نهاية السنة الثانية يستطيعون التذكر بعد 17 دقيقة.
ومع نمو القدرة على التعرف تنمو القدرة على تميز المدركات، فيصبح الطفل قادرا على إدراك كونه جائعا مثلا، وتمييز ذاته من غيرها يكون في الطفولة المبكرة فيدرك الطفل تشكل الشيء وحجمه، صورته ونوعه،ويتعود على استعماله وبالتالي يرفض تغيره، ويتم التمييز بتحديد الأشياء المدركة التي كانت في الأصل عبارة عن العمليات العقلية والتجربة والتي يستخدمها الأطفال في جميع مراحل النمو بدرجات متفاوتة، ويتضح من الدراسات التي أجريت على النمو الإدراكي والتصوري عند الطفل أن هذا النمو يبدأ في مرحلة الذكاء الحسي الحركي وليس حتى لا يتم النمو اللغوي و تظهر الأسعار والألعاب في لغة الطفل.كما أن إدراك الطفل للزمن يبدأ من الشهر الثالث فيبدأ في التمييز بين هذه الأشكال ولكن بصعوبة. العلاقة بين الإدراك و الإحساس
:-7-Iينبغي أن نوضح العلاقة بين الإدراك و الإحساس فالصلة في الواقع مباشرة بين الإدراك و الإحساس لان انعدام حاسة من الحواس يؤدي إلى انعدام موضوعها، فالإدراك إذن يستمد مقولاته من الإحساسات التي يقدمها الجهاز العصبي إلى المخ حيث تتم عملية الإدراك. فنحن نولي الكثير من الموضوعات التي تدرك معناها، ونعرف وظائفها وخصائصها، إذا ما يسقط في حالة الإحساس البصري لا يزيد عن مجرد موجات صوتية ليس لها معنى في حد ذاتها، وفي عملية الإدراك يكون الإنسان ايجابيا فعلا وليس سلبيا، فيترك المنبهات الحسية تطبع عليه ما يشاء كما ينطبع على اللوح الفوتوغرافي ولكن الإنسان يستقبل الموضوعات الخارجية ثم يفهمها ويؤولها ويفسرها ويفرغ عليها ما عنده من خبرات وميول واتجاهات ومعاني ومن اجل ذلك يقال أنه لا يوجد إدراك بلا إحساس ولكن يمكن أن يكون إحساس دون إدراك.(5)الإحساس: هو استقبال موجات وذبذبات صوتية أو شمية
.الإدراك: هو الإحساس مضافا إليه معني الشيء المدرك، إذن فعملية الإدراك ليست بالسهلة النشيطة ولكنها معقدة تتدخل فيها قوى مختلفة يبدأ بالإحساس ويدخل فيها ذكاء الفرد وخياله وذاكرته.
والإدراك أساس لكثير من العمليات العقلية العليا كالتفكير والتذكير والتخيل والتعلم، فالتعليم يقوم على أساس إدراك عناصر الموقف الذي يوجد فيه الكائن، وللإدراك أهمية خاصة في توجيه الفرد وتعديله لأنه يوجد السلوك ويعدله، ويساعد الفرد على التأقلم مع الظروف البيئة التي يعيش فيها.بعض المصطلحات المتعلقة بالإدراك:ا
لإدراك الخارجي أو الظاهر.
الإدراك من غير الحواس.الإدراك الداخلي أو الباطني.زمن الإدراك: الزمن الموجود بين ظهور المثير وبين إدراك المفحوص له.الإرساء الإدراكي أو نقطة الإرساء: درجة من 10 مثلا على مقياس ذاتي لأذكر رائحة ثم تقاس إليها بقية الروائح وتعطي درجة بالقياس إلى العشرة السابقة
.(6)الدفاع الإدراكي:
عدم الإدراك وهو يسبب القلق.التشوه الإدراكي: تشويه المدركات حيث لا تماثل صورها مع الواقع، كما يحدث في الخداع الحسي والأحلام والتنويم المغناطيسي والاستثارة العاطفية.
التعليم الإدراكي: نعلم النظر إلى الأشياء بشكل مختلف مثلا: نعلم الرسم بالنظر إلى المرآة وهو تعلم إدراكي لان المتعلم عليه أن يتغلب على استجاباته الإدراكية المعتادة، ويقع ذلك هذا النوع من التعلم بين التعلم التخيلي والتعلم الحركي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق