كيف تعالج التأتأة والفأفأة؟!
إن التلعثم واضطراب التكلم عوارض تصيب بعض الأطفال في حداثة سنهم،فإذا لم يتداركهم ذووهم،أصيب هؤلاء الأأطفال بعاهات دائمة لها أكبر الأأثر في معترك الحياة.
ومن الضروري عرض الطفل الذي يتأخر نطقه أو يضطرب كلامه على أخصائي بأمراض الأذن والحنجرة،وعلى أخصائي بالأمراض العصبية، للتأكد من سلامة أعضائه وقد يؤدي إهمال فحصه ومعالجته إلى إصابته بالبكم أو بالخرس أو بكليهما.
فإذا اتضحت سلامة الأذن والحنجرة والعين والأعصاب سلامة تشريحية،فيكون منشأ المرض على الغالب نفسياً أو عقلياً، يمكن شفاؤه بالتمرين.
ومن الملاحظ عند المصابين بالتأتأة والفأفأة ازدياد اضطرابهم في جميع المجتمعات وفي كل مكان يبعث الرهبة والخجل في نفوسهم.
وعلى أساس تقوية الإرادة والأعصاب وتقوية عضلات الدماغ بالمران ترتكز المعالجة الأساسية لهذا المرض.
وهي إجبار الطفل على القراءة بصوت عالٍ جهوري مسموع في مكان ناء لا يقربه أحد، ومن الضروري المثابرة على هذه الطريقة مدة طويلة لتكون النتيجة مرضية وصحيحة.
لقد ذكر لنا التاريخ أن"ديموستين" كان في مستهل حياته ألثغ يتأتئ ويفأفئ ويرين الخجل عليه كلما ضمه مجلس غاص بالناس، فعكف على معالجة نفسه بوضع حصاة صغيرة تحت لسانه لتزيد من اضطراب تكلمه، وراح ينأى كل يوم عن جميع أصدقائه ليرتاد الشاطئ حيث الأمواج الصاخبة فيخطب ويثرثر، لا يخشى عاذلاً ولا يخاف رقيباً.
وكلما هدر البحر وعلا دوي الأمواج، رفع عقيرته بالقراءة والخطابة، حتى غدا أعظم خطيب في أثينا.
وهكذا فقد جعل منه النقص أمير الخطابة في أثينا.
ولولا إرادته ومرانه لبقي خاملاً يتأتئ ويفأفئ، ولظل عرضة للسخرية والهزء.
من كتاب (طبيبك معك) للدكتور:صبري القباني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق