تحتل الموسيقى حيزاً كبيراً في حياة الطفل لما لها من تأثير مباشر على أحاسيسه، والمقصود بالموسيقى تلك النغمات البديعة والألحان الراقية التي تساعده على إظهار مهاراته، ناهيك عن أثرها في العملية التربوية.
الموسيقى تنمي الذكاء..
تساهم الموسيقى في تنمية مهارات الطفل، وتساعده على التعبير عما في داخله من خلال الرقص والغناء، كما تزيد ثقته بنفسه فيتوارى خجله وخوفه.
وقد أكدت الأبحاث العلمية أن سماع الموسيقى يساعد الشبكة العصبية في القشرة المخية الداخلية، حيث يجعل تدفق المعلومات من النصف الأيمن إلى النصف الأيسر للمخ يتم بشكل أسرع، ويعتقد الخبراء أن عزف الموسيقى يعزز الملكات الحسابية والتخيلية الطبيعية في المخ، كما لاحظوا ارتفاعاً نسبياً في معدلات الذكاء بالنسبة للأطفال الذين يستمعون إلى الموسيقى مقارنة مع أترابهم الذين لا يستمعون، لذا يجب تنمية رغبة الطفل في سماع الموسيقى منذ الصغر، وعلى سبيل المثال فإن استماع الطفل إلى الموسيقى الكلاسيكية يجعله يتميز بطبيعة هادئة ومتفهمة.
فوائد الموسيقى..
جميع الأطفال قادرون على الاستمتاع بالموسيقى، والإفادة منها، حيث:
- تساعد على تنمية الذاكرة والتخيل والتأمل.
- اكتساب انطباعات جديدة من معارف وألفاظ لغوية.
- تساعد على تنمية التفاعل الجماعي.
- تعمل على اكتساب مهارات حركية كالركض والرقص.
- تنشط الدورة الدموية.
- تساهم في التخلص من الأنانية وتفريغ الرغبات المكبوتة والنزعات العدوانية.
- ولها مفعول في تهدئة الأطفال وجعلهم مستمعين جيدين.
مزاج موسيقي حساس!
يستطيع الجنين الإستجابة إلى الأصوات الموسيقية ومصادر الضجيج وهو في رحم أمه، ويتميز الأطفال الرضع "بمزاج موسيقي" حساس، حيث يستطيعون التمييز بين اللحن والكلام، ويظهرون قابلية في الاستجابة للموسيقى وتبدلات الإيقاعات والأنغام وتباين وتيرتها، خصوصاً مناغاة الأم ودندنتها، ويتأثرون بها من دون أن يكونوا قادرين على التعبير الكلامي، ولا ينبغي على الأم القلق بشأن قدراتها الصوتية، لأن النغمة هي الوسيطة في الوصول إلى أذني طفلها وبعث الشعور بالأمن والراحة.
ويميل الأطفال إلى سماع أغاني الأطفال التي تتميز بوضوح كلامها وبساطة تعابيرها ومفرداتها وسهولة حفظها وتميز إيقاعها. ويتمتع الأطفال بفنهم الموسيقي الخاص، حيث يتبعون نمطاً خاصاً في إطلاق الأصوات الأولى وفي طريقة الصراخ والبكاء، ويتم توجيههم في ما بعد إلى الإيقاع الصوتي، ويتم تشجيعهم على التعبير من خلال الصوت. ومع البدء بالكلام، يكتشف الطفل تنوعاً جديداً في عالم الصوت ويتمكن من السيطرة على تغيراته ويبدأ بالغناء.
الموسيقى تنطبع في الذاكرة..
يستمع الطفل إلى الموسيقى ويستجيب لها ويتفاعل معها من خلال الرقص، أو اظهار الأحاسيس المدفونة والقدرات التعبيرية كحركات الرأس نحو اليمين واليسار أو حركات اليدين، علماً أن الموسيقى تنطبع في ذهنه خلال سنوات العمر الأولى وتنمي لديه حساً مرهفاً.
جو خصب للتعبير الذاتي..
تترافق الموسيقى مع الغناء والحركات المعبرة والتصفيق، ويتفاعل الطفل معها فيحرك كل أعضاء جسده ويتمايل مع الإيقاع ويظهر رشاقة ولياقة عاليتين أثناء رقصه، كما يعبر عن استمتاعه بالموسيقى، ويقوم بتقليد بعض الرقصات كي يبرز نفسه ويكتشف جسده.
دور الأهل..
يتعين على الأهل تشجيع القدرات الطبيعية للأطفال في وقت مبكر حيث ينتظر الطفل التشجيع والثناء على ما يقوم به، لذا من الضروري أن يولي الأهل اهتماماً وعناية برقص الطفل والتعامل مع الأمر بجدية، والحرص على تشجيعه من خلال التصفيق، مما يزيد ثقته بنفسه ويشعره بالسعادة.
ولا يجب التردد في مشاركة الطفل في الرقص مما يولد التفاعل والانسجام الضروريين لبناء شخصيته، كما تشجعه على المثابرة والإستمرار بالرقص.
وقد يمتنع الأطفال عن الرقص، إما بسبب الخجل أو بسبب اعاقة جسدية، وأياً تكن الأسباب على الأهل عدم إغفال أهمية الموسيقى وأثرها في حياة الطفل ونفسيته، حيث تساعده على تخطي خجله، وتحثه على التفاعل الإجتماعي وتولد فيه شعور التمرد على الروتين، كما تشكل لديه حافزاً للتكيف.
وتجدر الإشارة إلى أن استخدام الألعاب الموسيقية، له تأثير قوي على الطفل من خلال توفير جو خصب للتعبير الذاتي وتعويده على المشاركة وتنمية قدراته الوجدانية والعقلية والاجتماعية، وفي ما يلي نماذج عن أنواع هذه الألعاب:
- الألعاب الحرة: وتصاحبها موسيقى ايقاعية، وتستخدم للأطفال في عمر الحضانة.
- الألعاب التعبيرية والتمثيلية: وتستوحي حركاتها من مضمون الكلمات، وتقترن بقصة خيالية أو مشهد تمثيلي من الحياة المحيطة.
- الألعاب التطبيعية: حيث يكون الطفل ذا قدرة تمثيلية تقليدية توسع خياله وتنمي لديه حس التصور والتعبير.
وتتلخص الأهداف الرئيسة للألعاب في مساعدة الطفل على السيطرة والتماسك والتناسق في حركاته، كما تنمي قواه السمعية وتمنحه مجالاً خصباً للتعبير عن ذاته وتخلصه من بعض العيوب وعلى رأسها الخجل.
العلاج بالموسيقى..
دخلت الموسيقى مؤخراً ضمن برامج العلاج والتأهيل في الكثير من مستشفيات الأطفال، وقد أكد خبراء التربية أن الطفل يستفيد من الاستماع إلى الموسيقى كما الكبار.
وفي دراسة أجراها باحثون في جامعة بريجهام يانج الأميركية على 32 طفلاً خديجاً داخل وحدة العناية المركزة في مركز طبي على مدى أربعة أيام، استخدموا فيها أشرطة مسجلة لأصوات رجال ونساء يرددون أناشيد هادئة للرضع لمدة 40 دقيقة يومياً، ووجدوا أن الذين استمعوا إلى الموسيقى اكتسبوا وزناً اضافياً، وكان ضغط الدم لديهم أقل وضربات القلب أقوى.
________________________________________
مجلة الأم والطفل – العدد 45 – أغسطس 08
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق