ماذا يمكن لام طفل متلازمة داون أن تفعله؟
انه امر طبيعي عند تشخيص المرض، ان يغلب عليك شعور الرفض، والنكران أو الشعور بالذنب واحيانا عدم الرغبة في التعامل مع الطفل.
هذا رد فعل متوقع ولا بد منه، لكن حاولي التغلب على هذه المشاعر وتذكري أن لديك طفلا جميلا يحتاج لرعايتك ومحبتك.
أثبتت الدراسات أن معظم الاباء والامهات وجدوا أن التثقيف حول المتلازمة ساعدهم على التغلب على مخاوفهم وهمومهم.
تعلمي أن تكوني قوية من اجل طفلك، وساعديه في التعلم واكتساب مهارات جديدة.
وكون أن طفلك معاق، لا يعني ابدا ان طفلك غير ذي نفع ويعتمد اعتمادا كليا عليكم، بل يعني انه يحتاج الى مساعدة قليلة منك لمساندته فقط.
وكما تقول آنا فورست:«ساعدنا عندما نحتاج الى المساعدة، لكن بما يكفي ليمكننا استكمال ما كنا نفعل وحدنا»
< اقتراحات.. لمساعدة طفلك 1
. حاولي أن تقوي رابطتك بطفلك. وبتقربك منه يمكنك ان تدركي ما يحتاجه دون ان يطلب.
2. تعرفي على متلازمة داون، من خلال مختلف القنوات الاعلامية المتاحة في المكتبات والانترنت.
3. اعتني بنفسك، خذي وقتا للراحة ولا تجهدي نفسك. انت بحاجة الى كل القوة اللازمة لتربية طفلك تربية طبيعية بقدر الامكان.
4. حاولي معرفة ما اذا كان هناك برنامج التدخل المبكر بالقرب منكم، بحيث يمكنك اخذ طفلك اليه.
5. اقرئي كثيرا لطفلك ببطء وبعبارات واضحة، لمساعدته في تطوير مهاراته اللغوية.
6. حاولي أن تأخذي طفلك كل ستة اشهر للكشف عن سمعه. ويوصى بمواصلة فحص السمع الى ان يبلغ الطفل 10 سنوات
. 7. حاولي ان ترضعي طفلك رضاعة طبيعية ان امكن، فحليب الام قد يحميه من الامراض.
8. ابتكري وسائل للعب وتعليم طفلك مهارات مختلفة
. 9. استمتعي بالوقت الذي تقضينه مع طفلك. الطفل المصاب بمتلازمة داون حنون والفرحة نهجه في الحياة.
10. قفي موقفا ايجابيا واعلمي أنك قد رزقت بطفل لديه مواهبه الخاصة والفريدة من نوعها
أطفال متلازمة داون بحاجة إلى الرعاية والحنان تنمية لمهاراتهم الاجتماعية والعاطفية واللغوية
لمياء مطيع النونو
تحدث متلازمة داون في جميع الشعوب وفي كل الطبقات الاجتماعية وفي كل بلاد العالم حيث يصاب طفل واحد من كل 800طفل في جميع انحاء العالم - ولا تعرف أسباب حقيقة لهذه المتلازمة وإن كان من المحتمل ارتباط هذه المتلازمة بعمر الام، فكلما تقدمت المرأة بالعمر كلما زاد احتمال اصابة الجنين بهذه المتلازمة. ومهما كانت الأسباب فإن هؤلاء الاطفال كغيرهم من الأطفال يحتاجون الى مساعدتنا تماما لتنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية واللغوية. وكل يوم يأتي امل جديد يمكن هذه الفئة من العيش بسعادة ونجاح في مجتمع لا يفرق بينه وبين باقي الاطفال.
ان ولادة اي طفل تحدث تغييرا جذريا في الأسرة الاجتماعية وغير الاجتماعية لمحاولة الوالدين التكيف مع الوضع الجديد. وإن كان الطفل الطبيعي يحدث هذا التغيير فلا بد بأن ولادة طفل معوق ستحدث تأثيراً اكبر. وتختلف استجابات الأسرة عند ولادة طفل معاق حسب اختلاف شخصيات الوالدين إضافة إلى عوامل اجتماعية وثقافية ودينية ومادية اخرى. فعند مرحلة التشخيص يصاب الوالدان بالصدمة من وقوع الخبر ويحاولان رفضه وانكاره وقد يشعرون بالذنب ولوم انفسهم او لوم احدهم الآخر كما انهم قد يعانيان من الاحساس بالغضب ويمكن ان يكون موجها الى اي شخص (الزوجة، الزوج، أو الفريق الطبي الذي ساعد في تشخيص المرض)، واخيرا ينتهي بهم المطاف اما بتقبل الوضع والتكيف او الرفض والتخلي عن الطفل. جميع هذه الانفعالات تعتبر آليات دفاعية طبيعية للموقف القاسي الذي تمر به الأسرة. ولكن أهم نقطة هي أن يصل الوالدان إلى مرحلة التقبل بسرعة لان التأخر في الوصول الى هذه المرحلة سوف يحرم الطفل من الاستفادة من الرعاية الطبية والتأهيلية التي يجب ان يحصل عليها. ومما لا شك فيه بأن الايمان بالقضاء والقدر والاعتقاد بأنها إرداة الله وما شاء فعل وان من صبر واحتسب سيجد خير الجزاء قد تكون
اولى الوسائل التي ستساعد الأسرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة لتبدأ مرحلة اخرى وهي تربية الطفل المعوق وتوفير الرعاية الكريمة والسليمة ليكون عنصرا فعالا في المجتمع.
والمجتمع
إن مسؤولية تنشئة هذه الفئة من الأطفال لا تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل يلعب المجتمع دوراً كبيراً في مساعدة الأسرة على تخطي مثل هذه الازمات والعثرات ليصل بها الى بر الأمان. وأولى هذه الأدوار تبدأ من الفريق الطبي (الأطباء، الممرضين، الأخصائي الاجتماعي وغيرهم من الخدمات المساندة) وذلك من خلال نقل الخبر بطريقة مدروسة وتوضيح جميع النواحي عن الحالة وأساليب التعامل معها والتي يمكن ان تبث فيهم الامل وتساعدهم على التعامل مع الطفل ليعيش حياة كريمة في مجتمع يفهم مشاعره ومشاكله. ومن أهم النصائح التي تعطى للأسرة حول أساليب التعامل مع هذه الفئة من الأطفال هو البدء معهم في سن مبكرة. فالتدخل المبكر وتدريب الطفل من خلال المدرسة والأنشطة الترفيهية المتكررة إضافة إلى الحنان والحب سوف يساعد الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية واللغوية.
طفل متلازمة الداون يحتاج إلى اللمس والحنان، والنظر في عينيه، والابتسامة في وجهه، واعطائه المزيد من المحبة، والتحدث إليه وقراءة القصص له واللعب معه وتشجيعه على اكتساف الأشياء وكيفية استعمالها، ومساعدته على التعبير ووصف كل ما تراه عيناه. تعليم طفل متلازمة داون امر ضروري مهم ولكن يفضل الابتعاد عن التدريس الرسمي والذي قد لا يتناسب مع قدراته الذهنية، ويجب ان لا ننسى أن نمدحه عند قيامه بأي عمل حتى ولو كان صغيراً، ونعوده على تحمل المسؤولية واعطائه الفرصة لاختيار حاجاته الخاصة مما يعطيه الثقة والاعتماد على النفس. لاحظي قدرات الطفل وحاولي تنميتها، وتشجيعه على تكوين علاقات اجتماعية مع اطفال العائلة او الحي او المدرسة حيث ان الاطفال الصغار يتعلمون الدروس المهمة مع بعضهم البعض وخاصة النواحي الاجتماعية.
الطبيعي
وكما يبدو لنا فإن طفلاً من متلازمة داون يحتاج إلى ما يحتاجه الطفل الطبيعي منذ ولادته مع فارق واحد وهو أنه سيحتاج الى وقت اطول لكي يتعلم بسبب اعاقته الحركية والذهنية. لذا على الوالدين الصبر وليعلما:
* أن الطفل من متلازمة داون يملك عاطفة حنونة، محبة، وطبعاً لطيفاً ومطيعاً مما يجعلهم محبوبين. كما أنهم لا يخلقون صعوبات او مشاكل في السلوك داخل الأسرة.
* هم قادرون على التعلم إذا اثرينا حياتهم بدوافع وحوافز، واعطيناهم فرصة التعليم المبكر والمناسب ووفرنا لهم التشجيع المستمر.
هم قادرون على العمل في مواقع العمل الفعلية اذا اتيحت لهم فرصة التعليم والنمو واستخدام المهارات والقدرات التي اكتسبوها في مرحلة الدراسة. لديهم مشاعر وأحاسيس تعبر عن الفرح والغضب والألم والحزن كبقية الناس الآخرين.
* بامكانهم إنشاء علاقات دائمة ومستمرة تؤدي إلى الزواج الا ان هذه تظل حالة نادرة وبامكان النساء منهم انجاب الاطفال الا ان نسبة انجاب طفل بمتلازمة داون تصل الى 50%.
* وبالنسبة للمشاكل الطبية المصاحبة لهذه المتلازمة فمع التقدم الطبي يمكن عالجها مما يمكن المصابين بهذه الحالات من العيش والحياة بصحة جيدة.
جمعيات
ويتحلى حرص حكومة المملكة العربية السعودية بالاهتمام بهؤلاء الاطفال وذلك بايجاد المدارس الخاصة لهم مثل الجمعية السعودية لمتلازمة داون، مدارس التربية الفكرية التابعة لوزارة المعارف للحالات القابلة للتعليم بالاضافة الى مدارس متلازمة داون التابعة لجمعية النهضة الخيرية وكذلك مركز التعليم المبكر. وتهدف هذه الهيئات والمدارس الى مساعدة الاسر وتوفير التعليم والتدريب لهم في سن مبكرة قد تبدأ بعد الولادة مباشرة وذلك لبناء القدرات والمهارات بشكل تدريجي، تدريب العائلة على كيفية القيام بذلك ومساعدتهم على تقبل اوضاع ابنائهم وتلبية احتياجاتهم ومواجهتها، ومساعدة الطلاب على تقبل اوضاعهم والتعرف على انفسهم والتكيف مع الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن الاعاقة وكذلك مساعدتهم على التكيف نفسيا واجتماعيا وتربويا مع انفسهم اسرهم ومجتمعهم، تنمية قدراتهم الى اقصى حد تسمح به اعاقتهم ومساعدتهم على تحقيق أكبر قدر من البرامج التربوية والاجتماعية والنفسية لتعديل الاتجاهات البيئية والمجتمعية نحوهم عن طريق فتح قنوات الاتصال بينهم وبين مختلف شرائح المجتمع لتعريفه باحتياجات المعاق وحقوقه كفرد من الأفراد والعمل على تحقيقها.
نصيحة أخيرة للوالدين
* تجنبا الشعور بالحسرة والألم لأن رثاء النفس والإحساس باشفاق الناس والأسف على ما حدث لطفلك يعد من أهم أسباب الإحساس بالعجز.
* تذكر بأن هذا الطفل قد يكون نموه مختلفا عن نمو الأطفال الآخرين ولكن هذا لا يجعله اقل قيمة وانسانية، فالطفل يأتي أولا ثم تأتي الإعاقة.
* اعتمدا على مساعدة مصادر ايجابية في حياتكم مثل احد الشيوخ إن احد افراد العائلة او صديقا حميما واطلبا منهم الدعم والتوجيه الذي تحتاجان إليه.
* تحدثا الى بعضكما البعض وشدا من آزركما، لأن هذه المرحلة قد تكون أحد مصادر القوة التي يمكن أن تساعدكما على تجاوز هذه الازمة. وكلما كثر التفاهم في هذه الأوقات الصعبة كلما تعززت قوتكم الجماعية وخيّم عليكم الشعور بالراحة بالنفسية.
* تحدث مع أسرة أخرى لديها طفل مصاب بنفس المرض لتكتسبا بعض الخبرات. ويمكن ان يتم مساعدتكم في ذلك عن طريق الاخصائية الاجتماعية المتابعة للحالة.
* ابحثا عن المعلومات الصحية والدقيقة ويجب ان لا تخجلا من السؤال. فالسؤال دائماً الخطوة الأولى لفهم ما يحدث لطفلكم.
* اظهرا مشاعركما واحاسيسكما وتحدثا عنها، فان ذلك سوف يساعد على التعامل مع الوضع بشكل افضل.
* القرار بانكما لستما وحدكما يمكنكما من التخلص من هذه المشاعر عندما تعرفان بان هناك آخرين قد عانوا قبلكم. ثم اعلما بان المساعدة والعلاج متوفر لطفلكم وان الكادر الطبي متفهم لمشاعركم وأحاسيسكم.
* ابحثا عن البرامج الجيدة والمفيدة لطفلكما واعلما بان الطب دائما يتجدد. ويمكنكما الاستفسار من الاخصائية الاجتماعية والتي تتابع حالة الطفل مع المراكز والبرامج المتوفرة في البيئة المحيطة.
* إن كلمات الرثاء عندما تقال عنه ولو كانت من أقرب الناس اليكم قد تؤدي الى احباط الوالدين وانعزالهما عن الآخرين وقد يخفيا الطفل عن اعين الناس. والطريق السليم هو تجاهل ما يقوله الآخرون واخبار الأصدقاء بانه طفل كغيره، له مقدرته الخاصة وإن رعايتكم له ستجعله في وضع أفضل.
* تجعلونه مدارا للحديث مع الآخرين ولو مع أقرب الناس. لا تبحثا عن طريقة المواساة من الآخرين واجعلا حياتكما طبيعية. ما امكن. ولا تجعلاه عذراً للتقوقع والانعزال عن الآخرين.
* لا تنسيا انفسكما، وخذا قسطا من الراحة الكافية، وخصصا وقتا للطفل واتصلا بالآخرين من اجل المساعدة.
جريدة الرياض
لمياء مطيع النونو
تحدث متلازمة داون في جميع الشعوب وفي كل الطبقات الاجتماعية وفي كل بلاد العالم حيث يصاب طفل واحد من كل 800طفل في جميع انحاء العالم - ولا تعرف أسباب حقيقة لهذه المتلازمة وإن كان من المحتمل ارتباط هذه المتلازمة بعمر الام، فكلما تقدمت المرأة بالعمر كلما زاد احتمال اصابة الجنين بهذه المتلازمة. ومهما كانت الأسباب فإن هؤلاء الاطفال كغيرهم من الأطفال يحتاجون الى مساعدتنا تماما لتنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية واللغوية. وكل يوم يأتي امل جديد يمكن هذه الفئة من العيش بسعادة ونجاح في مجتمع لا يفرق بينه وبين باقي الاطفال.
ان ولادة اي طفل تحدث تغييرا جذريا في الأسرة الاجتماعية وغير الاجتماعية لمحاولة الوالدين التكيف مع الوضع الجديد. وإن كان الطفل الطبيعي يحدث هذا التغيير فلا بد بأن ولادة طفل معوق ستحدث تأثيراً اكبر. وتختلف استجابات الأسرة عند ولادة طفل معاق حسب اختلاف شخصيات الوالدين إضافة إلى عوامل اجتماعية وثقافية ودينية ومادية اخرى. فعند مرحلة التشخيص يصاب الوالدان بالصدمة من وقوع الخبر ويحاولان رفضه وانكاره وقد يشعرون بالذنب ولوم انفسهم او لوم احدهم الآخر كما انهم قد يعانيان من الاحساس بالغضب ويمكن ان يكون موجها الى اي شخص (الزوجة، الزوج، أو الفريق الطبي الذي ساعد في تشخيص المرض)، واخيرا ينتهي بهم المطاف اما بتقبل الوضع والتكيف او الرفض والتخلي عن الطفل. جميع هذه الانفعالات تعتبر آليات دفاعية طبيعية للموقف القاسي الذي تمر به الأسرة. ولكن أهم نقطة هي أن يصل الوالدان إلى مرحلة التقبل بسرعة لان التأخر في الوصول الى هذه المرحلة سوف يحرم الطفل من الاستفادة من الرعاية الطبية والتأهيلية التي يجب ان يحصل عليها. ومما لا شك فيه بأن الايمان بالقضاء والقدر والاعتقاد بأنها إرداة الله وما شاء فعل وان من صبر واحتسب سيجد خير الجزاء قد تكون
اولى الوسائل التي ستساعد الأسرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة لتبدأ مرحلة اخرى وهي تربية الطفل المعوق وتوفير الرعاية الكريمة والسليمة ليكون عنصرا فعالا في المجتمع.
والمجتمع
إن مسؤولية تنشئة هذه الفئة من الأطفال لا تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل يلعب المجتمع دوراً كبيراً في مساعدة الأسرة على تخطي مثل هذه الازمات والعثرات ليصل بها الى بر الأمان. وأولى هذه الأدوار تبدأ من الفريق الطبي (الأطباء، الممرضين، الأخصائي الاجتماعي وغيرهم من الخدمات المساندة) وذلك من خلال نقل الخبر بطريقة مدروسة وتوضيح جميع النواحي عن الحالة وأساليب التعامل معها والتي يمكن ان تبث فيهم الامل وتساعدهم على التعامل مع الطفل ليعيش حياة كريمة في مجتمع يفهم مشاعره ومشاكله. ومن أهم النصائح التي تعطى للأسرة حول أساليب التعامل مع هذه الفئة من الأطفال هو البدء معهم في سن مبكرة. فالتدخل المبكر وتدريب الطفل من خلال المدرسة والأنشطة الترفيهية المتكررة إضافة إلى الحنان والحب سوف يساعد الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية واللغوية.
طفل متلازمة الداون يحتاج إلى اللمس والحنان، والنظر في عينيه، والابتسامة في وجهه، واعطائه المزيد من المحبة، والتحدث إليه وقراءة القصص له واللعب معه وتشجيعه على اكتساف الأشياء وكيفية استعمالها، ومساعدته على التعبير ووصف كل ما تراه عيناه. تعليم طفل متلازمة داون امر ضروري مهم ولكن يفضل الابتعاد عن التدريس الرسمي والذي قد لا يتناسب مع قدراته الذهنية، ويجب ان لا ننسى أن نمدحه عند قيامه بأي عمل حتى ولو كان صغيراً، ونعوده على تحمل المسؤولية واعطائه الفرصة لاختيار حاجاته الخاصة مما يعطيه الثقة والاعتماد على النفس. لاحظي قدرات الطفل وحاولي تنميتها، وتشجيعه على تكوين علاقات اجتماعية مع اطفال العائلة او الحي او المدرسة حيث ان الاطفال الصغار يتعلمون الدروس المهمة مع بعضهم البعض وخاصة النواحي الاجتماعية.
الطبيعي
وكما يبدو لنا فإن طفلاً من متلازمة داون يحتاج إلى ما يحتاجه الطفل الطبيعي منذ ولادته مع فارق واحد وهو أنه سيحتاج الى وقت اطول لكي يتعلم بسبب اعاقته الحركية والذهنية. لذا على الوالدين الصبر وليعلما:
* أن الطفل من متلازمة داون يملك عاطفة حنونة، محبة، وطبعاً لطيفاً ومطيعاً مما يجعلهم محبوبين. كما أنهم لا يخلقون صعوبات او مشاكل في السلوك داخل الأسرة.
* هم قادرون على التعلم إذا اثرينا حياتهم بدوافع وحوافز، واعطيناهم فرصة التعليم المبكر والمناسب ووفرنا لهم التشجيع المستمر.
هم قادرون على العمل في مواقع العمل الفعلية اذا اتيحت لهم فرصة التعليم والنمو واستخدام المهارات والقدرات التي اكتسبوها في مرحلة الدراسة. لديهم مشاعر وأحاسيس تعبر عن الفرح والغضب والألم والحزن كبقية الناس الآخرين.
* بامكانهم إنشاء علاقات دائمة ومستمرة تؤدي إلى الزواج الا ان هذه تظل حالة نادرة وبامكان النساء منهم انجاب الاطفال الا ان نسبة انجاب طفل بمتلازمة داون تصل الى 50%.
* وبالنسبة للمشاكل الطبية المصاحبة لهذه المتلازمة فمع التقدم الطبي يمكن عالجها مما يمكن المصابين بهذه الحالات من العيش والحياة بصحة جيدة.
جمعيات
ويتحلى حرص حكومة المملكة العربية السعودية بالاهتمام بهؤلاء الاطفال وذلك بايجاد المدارس الخاصة لهم مثل الجمعية السعودية لمتلازمة داون، مدارس التربية الفكرية التابعة لوزارة المعارف للحالات القابلة للتعليم بالاضافة الى مدارس متلازمة داون التابعة لجمعية النهضة الخيرية وكذلك مركز التعليم المبكر. وتهدف هذه الهيئات والمدارس الى مساعدة الاسر وتوفير التعليم والتدريب لهم في سن مبكرة قد تبدأ بعد الولادة مباشرة وذلك لبناء القدرات والمهارات بشكل تدريجي، تدريب العائلة على كيفية القيام بذلك ومساعدتهم على تقبل اوضاع ابنائهم وتلبية احتياجاتهم ومواجهتها، ومساعدة الطلاب على تقبل اوضاعهم والتعرف على انفسهم والتكيف مع الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن الاعاقة وكذلك مساعدتهم على التكيف نفسيا واجتماعيا وتربويا مع انفسهم اسرهم ومجتمعهم، تنمية قدراتهم الى اقصى حد تسمح به اعاقتهم ومساعدتهم على تحقيق أكبر قدر من البرامج التربوية والاجتماعية والنفسية لتعديل الاتجاهات البيئية والمجتمعية نحوهم عن طريق فتح قنوات الاتصال بينهم وبين مختلف شرائح المجتمع لتعريفه باحتياجات المعاق وحقوقه كفرد من الأفراد والعمل على تحقيقها.
نصيحة أخيرة للوالدين
* تجنبا الشعور بالحسرة والألم لأن رثاء النفس والإحساس باشفاق الناس والأسف على ما حدث لطفلك يعد من أهم أسباب الإحساس بالعجز.
* تذكر بأن هذا الطفل قد يكون نموه مختلفا عن نمو الأطفال الآخرين ولكن هذا لا يجعله اقل قيمة وانسانية، فالطفل يأتي أولا ثم تأتي الإعاقة.
* اعتمدا على مساعدة مصادر ايجابية في حياتكم مثل احد الشيوخ إن احد افراد العائلة او صديقا حميما واطلبا منهم الدعم والتوجيه الذي تحتاجان إليه.
* تحدثا الى بعضكما البعض وشدا من آزركما، لأن هذه المرحلة قد تكون أحد مصادر القوة التي يمكن أن تساعدكما على تجاوز هذه الازمة. وكلما كثر التفاهم في هذه الأوقات الصعبة كلما تعززت قوتكم الجماعية وخيّم عليكم الشعور بالراحة بالنفسية.
* تحدث مع أسرة أخرى لديها طفل مصاب بنفس المرض لتكتسبا بعض الخبرات. ويمكن ان يتم مساعدتكم في ذلك عن طريق الاخصائية الاجتماعية المتابعة للحالة.
* ابحثا عن المعلومات الصحية والدقيقة ويجب ان لا تخجلا من السؤال. فالسؤال دائماً الخطوة الأولى لفهم ما يحدث لطفلكم.
* اظهرا مشاعركما واحاسيسكما وتحدثا عنها، فان ذلك سوف يساعد على التعامل مع الوضع بشكل افضل.
* القرار بانكما لستما وحدكما يمكنكما من التخلص من هذه المشاعر عندما تعرفان بان هناك آخرين قد عانوا قبلكم. ثم اعلما بان المساعدة والعلاج متوفر لطفلكم وان الكادر الطبي متفهم لمشاعركم وأحاسيسكم.
* ابحثا عن البرامج الجيدة والمفيدة لطفلكما واعلما بان الطب دائما يتجدد. ويمكنكما الاستفسار من الاخصائية الاجتماعية والتي تتابع حالة الطفل مع المراكز والبرامج المتوفرة في البيئة المحيطة.
* إن كلمات الرثاء عندما تقال عنه ولو كانت من أقرب الناس اليكم قد تؤدي الى احباط الوالدين وانعزالهما عن الآخرين وقد يخفيا الطفل عن اعين الناس. والطريق السليم هو تجاهل ما يقوله الآخرون واخبار الأصدقاء بانه طفل كغيره، له مقدرته الخاصة وإن رعايتكم له ستجعله في وضع أفضل.
* تجعلونه مدارا للحديث مع الآخرين ولو مع أقرب الناس. لا تبحثا عن طريقة المواساة من الآخرين واجعلا حياتكما طبيعية. ما امكن. ولا تجعلاه عذراً للتقوقع والانعزال عن الآخرين.
* لا تنسيا انفسكما، وخذا قسطا من الراحة الكافية، وخصصا وقتا للطفل واتصلا بالآخرين من اجل المساعدة.
جريدة الرياض
هنا طفل بعمر 3 سنوات يقراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق