الأحد، 17 مايو 2009
شجعوا أبناءكم على المحاكاة
يعتبر التقليد أو المحاكاة أحد الطرق الفعالة التي تساعد الأطفال على اكتساب مهارات اللغة وتنمية ثقتهم بأنفسهم.
ويعتقد مدير مركز التعليم في جامعة واشنطن والخبير بشؤون الأطفال، د.أندرو ميلتزوف أن الطفل الصغير يقلد أمه منذ اليوم الأول، بدءاً من تعابير الوجه إلى لحن الصوت، ومع تقدمه في العمر يبدأ يقلدها في الحركات ويكرر ما تقوله، ومع وصوله لسن 18 شهراً ينتقل لتقليد الأطفال المحيطين به، وربما يقلد الغرباء وحتى الشخصيات التي يشاهدها في التلفزيون.
ويضيف د. أندرو أنه خلال العام الثاني يصبح الطفل مهووساً بتقليد الكبار ومحاكاتهم في بعض انماط السلوك مثل الحديث على الهاتف أوحمل حقائبهم أو انتعال أحذيتهم، الأمر الذي يدلل على تقدم نموهم الإدراكي، فهو عندما يقلد أمه في شيء فهذا يعني أنه يفهم طبيعة الفعل أو السلوك الذي يقلده.
كما يعتقد الخبير أنه بدافع رغبة الطفل في التشبه بمن يحبهم من الكبار يشعر بالزهو بنفسه عندما يتجول في المنزل وهو ينتعل حذاء أبيه أو يحمل حقيبة أمه، وهو في الوقت نفسه يختبر ردود فعل الكبار، كما يختبر درجة انسجامه مع الأشخاص الذي يعيش في محيطهم، وليعبر عن حبه لهم ويرى مقدار قبولهم وحبهم له.
ففي كل مرة تقابلين فيها تقليد ابنك لك بالترحيب وتطرين على محاولاته، يتشجع على المضي قدماً، وهكذا يتعلم ويكتسب مهارات ومعارف كثيرة ومتنوعة.
في الوقت الحاضر بدأ الأطباء يهتمون كثيراً بهذا السلوك، وذلك بعد أن أثبتت البحوث أن الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون مشاكل في تقليد الآخرين، حتى ان خبراء التوحد أصبحوا يحثون الآباء على ضرورة عرض أطفالهم على الطبيب في حال لم تظهر عليهم أي من علامات التقليد التالية خلال الفترة من سن 18-24 شهراً.
تقليد حركات الأم أو طريقة استخدامها بعض الأشياء مثل الهاتف.
فعل ما تفعله، كأن ينظر إلى نفس الصندوق الذي يراها تنظر إليه.
يمارس لعبة التقليد، كأن يعطي زجاجة الرضاعة لدميته.
كما أكدت البحوث أن التقليد يساعد الطفل وهو في سن مبكرة على إتقان مهارات تتعلق بالاعتماد على النفس مثل تنظيف أسنانه بنفسه أو ارتداء ثيابه أو الأكل بمفرده، ولهذا ينصح خبراء التربية بضرورة تشجيع الأطفال منذ سن المهد على تعلم وإتقان مهارات التقليد.
____________________________________
مجلة المرأة اليوم -العدد374 / يونيو 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق