الأربعاء، 25 يونيو 2008

تنمية قدرات العقل الذهنية ياللعب واللمس


اللمس واللعب اساس هام في تقدم قدرات العقل الذهني


اللعب أساس في تطوير قدرات الطفل، فاللعب مجال خصب لتمرين طاقات الطفل الجسدية والعقلية ولاكتشافه المحيط من حوله.

فمنذ ان يرى الطفل النور يبدأ في استخدام حاسة اللمس للتعرّف على الاشياء من حوله ولحفظ ملامح الوجوه عن ظهر قلب وايضاً مدى تأثير اللعب في الاطفال وهل يعد من الامور الضرورية لنموهم وتطورهم الذهني والعقلي؟

,ما يحب الاطفال اللعب لانه يتيح لهم فرصة للمرح، غير انه اصبح مؤكدا الان أن اللعب يشكل جزءاً مهماً من عملية التعلم لدى الطفل.فهو يساعد على تكوين مهارات الطفل العقلية والاجتماعية والجسمية ويساعد على تنمية حب الاستطلاع والكفاءة والثقة بالنفس كما يوفر الاستعداد للعمل الدراسي ولتعلم المهارات ويعطي اللعب الفرصة لتحقيق قدرات الطفل وتنميتها ولاكتشاف مواهبه في الخلق والابداع حيث يشترك العقل والحواس والخيال في ذلك.

* هل يستطيع الابوان مساعدة الطفل في هذا المجال؟

- نعم يستطيع الوالدان تشجيع اطفالهم على اللعب للوصول الى الاهداف والغايات المرجوة من خلالتوفير المواد اللازمة للعب وليس من الضروري ان تكون مواد اللعب غالية الثمن،فالمواد المتوفرة في المنزل كالصناديق الفارغة او قناني البلاستك الفارغة يمكن ان تكون مواد للعب على ان لا يكون فيها ما يؤذي الطفل وينبغي ان تكون الالعاب المتوفرة ملائمة لعمر الطفل.

ويستطيع الوالدان مساعدة الاطفال في لعبهم من خلال طرح افكار جديدة للعب على الا يكون ذلك بطريقة قسرّية بل بطريقة الاقتراح والتشويق، كما يجب ان يسمح للاطفال باختيار الالعاب التي يحبونها شرط ان لا تكون مؤذية لهم ومنذ السنوات الاولى للطفل يستطيع الابوان ان يعززا قابليته للتعلم وان يبنيا الاساس السليم للتعلم من خلال توفير اجواء الاهتمام والطمأنينة والتشجيع مما يعمّق رغبته في التعلم وقابليته على الاستيعاب السريع.

فهناك اطفال يستهويهم الغناء وتعلم الالحان وكتابة الشعر ورسم الصور فعلى الآباء الا يقفوا حائلاً بينهم وبين ما يرغبون بل عليهم ان يشجعوهم على تعلم ذلك.فقراءة القصص للطفل بصوت عال مثلا تساعد خيال ذلك الطفل ومواهبه على النمو كما تعدّه لتعلم القراءة والكتابة وتعطيه وسيلة للتعبير عن مشاعره بحرّية.

* هل توجد برامج معينة تساعد على انجاح عملية التعلم لدى الاطفال من خلال اللعب؟

- هناك برامج اعداد للاطفال قبل المدرسة تساعد على انجاح عملية التعلم، اذ ان الاطفال الذين اعطوا الرعاية الكافية ومنحوا فرص اللعب المتنوعة يكونون اكثر استعداداً للنجاح في المدرسة.ان شدة الضغط على الاطفال للتعلم والتفوق في المدرسة لا يكون دائما عنصرا مساعداً ومحفزا للطفل، ذلك لانه يحب مراعاة قدرات وقابلية الطفل في مختلف مراحل التعليم.فان تعليم الاطفال مثلاً الاعداد والحروف والكتابة والقراءة في سن مبكرة قد يضرّ بعملية التعلم عند الطفل اذ انه يطلب منه ان يبذل مجهودا لا يتوازن مع طاقته الذهنية،ان افضل طريقة لتعليم الطفل هو عندما يتأكد الابوان والمدرسون من ان المواد التعليمية المعطاة له تناسب مرحلة نموه وعمره، وهذا يحتاج الى مهارة وصبر الاهل والمعلمين لتأمين استمرار اهتمام الطفل بالدراسة وتوفير الفرص الجيدة التي تحفزه على الاستمرار بالتعلم.

*البعض يقول ان حاسة لمس الاشياء لدى الاطفال عن طريق اللعب يعد الخطوة الاولى للتعلم والانفتاح على الحياة.منذ الولادة وحتى الـ(24) شهرا،

حيث يولد الطفل عادة محباً للمس وتعد حاسة اللمس الاكثر استخداما من قبل الجنين في رحم الام اما عن طريق حك الظهر في الحاجز الرحمي، او بالتربيت بيديه وقدميه على نفس الحاجز في حركات دائرية، وبعد الولادة، يعرف الطفل كيف يستخدم افضل (اداة لمس) وهبه اياها الله، يده، هذه اليد التي تضمن اكثر من مائتي نهاية عصبية في السنتيمتر المربع الواحد، كما تعد انامل الاصابع اكثر حساسية من جميع مناطق الجسم الاخرى.ويبدأ الطفل بسرعة في اختيار الامكانات والقدرات التي يتيحها له هذا الجهاز الحساس ويكتشف ان ادوات الاختبار متنوعة وتتناثر حوله في كل مكان الا انه من الصعب عليه الامساك به او الحصول عليها، وعلى الجانب الاخر يجد العناصر (الآدمية) تتحرك في كل مكان، تتحدث فيما بينها، تتباعد وتتقارب وتبدي الاعجاب، وتبتسم له.

وما ان يصبح الطفل قادراً على التحكم في حركاته، نجده يمد جسمه، ويرفع ذراعيه، في محاولة للامساك بالوجوه التي تقترب منه. وبالتدريج، يتمكن من حفظ ملامح هذه الوجوه عن ظهر قلب والتعرف عليها فقط بأنامله

.وعندما يبلغ سن الـ(18) شهرا وحتى الـ(24) شهرا

يستثمر الطفل قدرته على المشي في الذهاب الى الاطفال الاخرين في الحضانة او الحديقة، وأول ما يمده تجاههم يديه مبدياً رغبة حقيقية في لمسهم، وهنا اؤكد انه لا يمكن للطفل ان ينمو نفسيا دون القيام بلمس الاخرين، اما اذا حُرمَ من هذا التواصل الحسي

فإنه ينزوي ويتوقف نموه النفسي! فالطفل، عن طريق لمس اجساد الاطفال الاخرين واللعب معهم، يعمق وعيه بجسده الخاص، فعندما يلمس ذراع صديقه على سبيل المثال يشعر بشيء معين عند اطراف اصابعه وعندما يلمس ذراعه هو يشعر بالشيء نفسه عند اطراف اصابعه ايضا بالاضافة الى شيء اخر في ذراعه

هو.ويبدأ في عقد المقارنات وعمل الاستنتاجات وطرح الاسئلة ومن هنا تبدأ اهمية حاسة اللمس كوسيلة من وسائل التعلم الا ان حاسة اللمس في هذه السن تتعرض لكبوة متمثلة في قائمة النواهي والمحظورات المتعلقة بحاسة اللمس،

على سبيل المثال نقول للطفل:”لا تلمس الكهرباء او لا تضع اصابعك في محتويات طبقك او لا تحرك المزهرية ولا تعبث ب(الرموت كونترول).. الخ.

وتكون النتيجة المترتبة على هذه القائمة من الممنوعات ان يدرك الطفل مع الوقـــــــــــت ان استخدام يده هو السبب في اكتشاف الاشياء غير المرغوب فيها وهي المحظورات وفورا يربط الصغير بين حاسة اللمس والممنوع فيصاب بالبلبلة وتشوش الافكار هذا بالاضافة الى احساس بالذنب يمنعه من ممارسة هواية اللمس.لذلك يجدر بالأب او الام ان يفكروا ملياً قبل ان يصرخا في وجهه (ممنوع اللمس) لأنهما بذلك يكونان سبباً في إعاقة نموه النفسي الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على استخدامه اللمس!

جريدة الصباح

ليست هناك تعليقات: