يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون كغيرهم من الأطفال من نزلات البردوالتهابات الطرق التنفسية،
إلاّ ان الأمراض السابقة قد ترافقها زيادة في نسبة حدوث المضاعفات وذلك نظراً للتغييرات التشريحية الخلقية المتواجدة في الرأس والرقبة عند طفل امتلازمة داون.وإذا نظرنا على سبيل المثال إلى الفم نجد ان اللسان كبير نسبياً وأي التهاب يصيب الحلق قد يصاحبه ضخامة في اللوزتين واللحمية مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس (خاصة عند النوم) واختلال في علم نفير اوستاش (الوصلة الغضروفية ما بين الأذن الوسطى ونهاية البلعوم) الذي يقوم بدور مهم في تهوية الأذن الوسطى ويمنع تجمع السوائل.
وغالباً ما يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من التهابات الأذن الوسطى المتكررة والتي قد يصاحبها تجمع السوائل في الأذن الوسطى (خلف غشاء الطبل) والذي قد يستمر لفترات طويلة مؤدياً لانخفاض السمع.
لذا نجد من الأهمية بمكان تشخيص إصابات الجهاز التنفسي بشكل مبكر واستعمال المضادات الحيوية لالتهابات الأذن الوسطى ولفترات علاجية كاملة بإشراف الطبيب المعالج.
ولقد ساد الاعتقاد وحتى عهد قريب ان استئصال اللحمية بشكل رويتيني سيؤدي إلى زوال التهابات الأذن الوسطى المتكرر وتجمع السوائل المزمن عند مرضى متلازمة داون كما هو الحال عند المرضى الأصحاء إلاّ ان الدراسة الحديثة والتي أجراها فريق طبي من كلية الطب لجامعة مايو بررت الاعتقاد السابق حيث بينت الدراسة ان استئصال اللحمية يساهم بنسبة 40% في علاج التهابات الأذن الوسطى الحادة والمزمنة ومضاعفاتها في حين يخفف بنسبة 23% فقط من التهابات الأذن المتكررة.
وينصح أهل الأطفال المصابين بمتلازمة داون بوقاية أطفالهم من أمراض الطفولة المعدية (مثل الحصبة، الدفتيريا. إلخ)،
، وذلك بإعطاء اللقاحات الأولية في مواعيدها حسب البرنامج الوطني للقاحات بالإضافة إلى اللقاح الواقي من جدري الماء (العنقز)، واللقاح الواقي من فيروس الانفلونزا (بشكل سنوي).
أخيراً يجب استعمال المضادات الحيوية بشكل وقائي عند مرضي متلازمة داون ممن يعانون من تشوهات خلقية في القلب وذلك عند قيامهم بإجراء تداخلات جراحية وذلك وقاية من حدوث التهاب العضلة القلبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق